• 2022-04-21

مسك الختام

العيد طاعة وفرحة وصلة

ما أجمل أن تتحقق السعادة ويمتزج الفرح والسرور بعبادة الله سبحانه وتعالى، وقد منَّ الله على هذه الأمة بعبادة عظيمة تجلب لها سعادتي الدنيا والآخرة وختم لهذه العبادة بسعادة تليق بها هي عيد الفطر المبارك. لما قدِم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وكان لأهلها يومان يلعبون فيهما، قال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر(1). رواه أبوداود واللفظ له والنسائي والإمام أحمد، وقال فيه ابن تيمية إسناده على شرط مسلم.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وما أجمل هذه الأعياد التي يجتمع في معناها الطاعة والفرحة والصلة: فعيدنا طاعة عندما يبدأ يومنا ببركة التكبير والتهليل والحمد لله سبحانه وتعالى، ثم بصلاة العيد، ثم بخطبته التي تحمل التكبير، وتذكر المسلمين بأحوال إخوتهم وقدسية تلاحم هذه الأمة وإظهار وحدتهم التي تعد صلاة العيد تعبيراً لها، ثم يختم الخطيب خطبته بالدعاء وطلب المغفرة والقبول. ومن الطاعة فيه العمل بآداب العيد مثل التكبير والاغتسال وأكل تمرات قبل الخروج للصلاة، والتجمُّل بلبس الجديد، والتهنئة بالعيد.
وهو فرحة بقبول أعمالنا في شهر رمضان المبارك، بعد عناء العبادة وترْك الملذات طاعة لله، وفرحة بالتجمُّل بلبس الجديد، وترويح النفس بالأكل والشرب واللهو البريء المباح. نعم ليفرح المؤمنون في يوم عيدهم، وليعبِّروا فيه عن مظاهر الاحتفال والسرور، وليلعب ويلهو الصغار، وليهنأ الكبار بالاجتماع وتبادل الأحاديث الطيبة والذكريات الجميلة، ولا يغفل الأب عن مداعبة أولاده وأحفاده وإظهار سعادته برؤيتهم والاجتماع بهم، ولتنتشر البسمة على محيا الجميع. وليتذاكر الجميع توفيق الله لهم في شهرهم وليأكلوا وليشربوا وليتبادلوا التهاني والمباركات بقبول طاعتهم وتوفيق الله لهم بإتمام صيامهم، ولنردد جميعا.. الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
وهو صلة بين المسلمين عامة وبين الأقارب والأرحام خاصة. فعند انتهاء المسلمين من صلاة وخطبة العيد يتجلى مظهر من مظاهر الحب والإخاء الاجتماعي حيث يهنيء المسلمون بعضهم بعضاً بتمام العبادة وسؤال الله القبول "تقَبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال"، فما أجملها من دعوة يدعو بها كل أخٍ لأخيه. كما أنها صلة بين الأقارب، ففيها يُقَبِّل الابن رأس أمه وأبيه، وتضم الأم أبناءها، ويحضن الأب فلذات كبده، ويهنيء الإخوة بعضهم بعضاً، ويحرص الأقارب على التزاور فيما بينهم لتقوَى روابط النسب وتسود الأُلفة فيما بينهم.
كما أنها مناسبة عظيمة لدفن الخلافات ونسيان الضغائن، وفرصة لرأْب الصَّدع واجتماع القلوب، وهو من الحسنات العظيمة لأعياد المسلمين.
نعم هذا هو العيد المطلوب أن يُعِيْرَه المسلمون كل اهتمامهم، ويُعَبِّروا فيه عن مكنونات سعادتهم به، ويغرسوا في قلوب الأبناء قدسيته وأهميته، لا أن يتفنن البعض في مظاهر الاحتفال في بعض الأعياد والاحتفالات المحْدَثة متناسين قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة (قد أبدَلكم الله بهما خيراً منهما). نعم اعيادنا خير من أية أعياد أُخَر يستجيب لها بعض المسلمين إلى حدِّ مُجاوزة الحدود الشرعية فيها، بل تصل المبالغة فيها إلى تفضيلها أحياناً على أعياد المسلمين، وإظهار الاحتفال فيها وكأنها هي عيدنا، وتجد بعض هؤلاء لا يُعِير الاحتفال بأعيادنا سوى القيام مثقَلاً من نومه مقتصراً على تقديم التهنئة وإضاعة الوقت في أمور الدنيا، وهذا خلل في الفهم وانحراف عن النهج النبوي العظيم.
تقَبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
من آداب عيد الفطر:
1- الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة.
2- تناوُل تمرات قبل الخروج للصلاة.
3- التكبير يوم العيد (يبتديء من رؤية هلال شوال أي بغروب شمس آخر يوم من رمضان وينتهي بخروج الإمام إلى الصلاة).
4- التهنئة.
5- التجمُّل في العيد وفق حدود الشرع.
6- الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر.